New Step by Step Map For المدير المتسلط
كما ذكرنا، فقد تري أن المواجهة هي الحل المناسب في التعامل مع المدير المتسلط، إلا أن هذا الحل ليس صحيحاً على الإطلاق، فمن خلال العديد من التجارب تم إثبات أن هذه النوعية من المديرين لا تملك التفكير خارج إطار معين وهو أن رأيهم هو الصواب، وأي رأي مغاير هو رأي خاطئ.
هو الذي يستطيع أن يأخذ منك ما يريد دون أن تأخذ منه ما تريد. يتلون كيفما يشاء ويغير جلده كيفما يريد. يتظاهر بصداقتك عند الحاجة وهو ليس كذلك. وعندما تسأله عن موضوع معين فإن إجاباته تكون قصيرة وغير محددة. كما أنه يغير آراءه بسرعة شديدة وحسب الظروف. أما مهاراته وقدراته في العمل فهي ضعيفة. لذا فإن قوته تكمن في قدرته الفائقة على المراوغة وسرعة التخلص. لا يحب الخوض في التفاصيل لكي لا يقع في الأخطاء ومن ثم ينكشف أمره. تراه إذا أراد معلومة من موظف فإنه لا يسأله سؤالاً مباشرًا عن هذه المعلومة تدل على جهله بها لكنه يتحاور معه حول هذه المعلومة حتى يستوعبها فإذا استوعبها منه باعها عليه وكأنه هو الذي كان يعرفها. إن هذا المدير قناص للفرص ويستطيع استغلالها أحسن استغلال. كما أنه بارع في جعل الكرة دائمًا في ملعب الموظف. ومع أن الموظف لا يستطيع أن يأخذ من هذا المدير حقًا ولا باطلاً إلا أن الإحباطات والضغوط التي يسببها هذا المدير أقل بكثير من المدير المتسلط حيث يتحلى بالمرونة والبشاشة وعدم المواجهة. أما مواقف هذا المدير مع الموظف فهي ماكرة ولا تبتعد كثيرًا عن سلوكياته. فعند الحاجة إليك في عمل مهم أو صعب تجده يكيل لك الوعود بمساعدتك بالترقية. وإذا طلب منك أن تتنازل عن حقك في أخذ إجازتك السنوية لأحد زملائك أشار عليك بأن هذا الموقف سوف يأخذه بعين الاعتبار. وإذا طلب منك أن تقوم بعمل زميلك الذي تأخر هذا اليوم أو أنه لن يأتي طلب منك القيام به مع شيء من الإطراء.
إحدى الطرق المؤكدة لفقد الدافع الذاتي هي التخلي عن قوتك الشخصية. إذا كنت تعيش كل يوم وفقًا لتوقعات شخص آخر فإن شغفك بعملك (وحتى حياتك) سوف يتلاشى ببطء ولكن بثبات.
كيفية تحقيق التوازن بين القيادة الفعالة والاعتبارات الإنسانية
في بعض الأحيان لن يجد الموظف أي أمر يمكن أن يشجعه على مدح مديره، لذلك لا بأس في تخيل بعض الأمور غير الموجودة في سبيل تحقيق هذا الهدف.
احترام المدير أمر بديهي في أي عمل، الاحترام أساس العلاقات الإنسانية، ولكن هذا الأمر هام جدا بالنسبة للمدير المتسلط، فهو يعاني من فقد الثقة في نفسه، ومبالغته في إهانته موظفيه نابعة من خوفه من فقد السيطرة، لذلك عليك الإلتزام بأقصى حدود الاحترام في التعامل معه، ولا مانع من عبارات الإطراء إذا كانت لا تمثل عليك عبء نفسي.
هو الذي قدراته ومهاراته الشخصية متدنية. لا يملك المعلومات الكافية ولم يكتسب المهارات اللازمة. لا يستطيع أن يطور أساليب العمل ولا يملك أن يبسط إجراءاته. كما لا يستطيع أن يتخذ قرارات مهمة أو يحل مشكلات مزمنة. تعرف عند مناقشته في أي موضوع أنه يعيش في واد والعمل والآخرين في واد آخر. من صفات هذا المدير أنه ينطبق عليه كثير من الأمثال والحكم المتداولة على ألسن الناس مثل (فاقد الشيء لا يعطيه) وغيرها. وبالرغم من أنه يقبع على رأس العمل وسنامه إلا أنه لا يعرف عنه شيئا. يرى العمل بعيونه لكن لا يدركه بحواسه. إنه يمثل حالة ميئوسا منها لا ينفع معه العلاج ولا يفيد معه الترميم والحل الوحيد والناجح لهذا المدير هو إعفاؤه من منصبه بناء على طلبه. لقد أبدع مؤلفا كتاب القيم التنظيمية الذي نشره معهد الإدارة العامة بالرياض حيث جاء به: (إن بعض الأشخاص يصبحون مديرين والسبب الوحيد في ذلك أنهم لا يصلحون أن يكونوا كذلك). إنه مدير آيل للسقوط بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى حتى أنك تصاب بالحسرة والمرارة عندما ترى أن المسؤولية تمنح لشخص مثل هذا ليس حسدًا أو غيرة لكن ترحمًا على المصلحة العامة.
ويعتبر السلوك الإداري للمديرين سلوكًا إنسانيًا إلا أنه محكوم أومتأثر بالأنظمة واللوائح التنظيمية. فالمدير عندما يمارس مهامه الوظيفية هو في الغالب يسلك سلوكياته المعتادة في الحياة العامة إلا أن هذه السلوكيات تظهر وقد طرأ عليها بعض التعديل والتغيير الذي تحدثه الأنظمة واللوائح على سلوكياته كمدير. وأبعد من ذلك نجد أن هذا المدير قد تغيرت بعض سلوكياته واختلفت عن سلوكياته عندما كان موظفا نتيجة لأسباب مختلفة من أبرزها الأنظمة واللوائح التنظيمية. ولا شك أن المدير يترك بصماته واضحة ومؤثرة على سلوكيات الموظف خلال العملية الإدارية. فالموظف يتأثر بأسلوب المدير الإشرافي وطريقته باتخاذ القرارات. كما يتأثر أيضًا بمنهجه في التقويم والتحفيز. ومن ثم فإن المدير يؤدي دورًا كبيرًا في نمو الموظف الوظيفي أو تأخره في المنظمة التي يعمل بها تبعًا لشخصية المدير وصفاته السلوكية. ولقد كتب عدد كبير من الباحثين والكتاب عن أنواع المديرين وأسهبوا في وصفهم، كما وضعوا الطرق المناسبة للتعامل معهم. ولا شك أن تجارب الباحثين والموظفين والكتاب وخبراتهم المريرة مع بعض المديرين قد ساعدت على القسوة أحيانا في الكتابة عند وصف بعض المديرين اضغط هنا وأساليبهم التعسفية. كما أنها أصبحت مادة دسمة للكتاب والموظفين للتنفيس عن الضغوط التي كان المديرون يسببونها لهم في الوظيفة. وفي هذا السياق سطر كرس مالبرج في كتابه الشهير (كيف تتخلص من مديرك) كلامًا جميلاً حول الموضوع نقتبس منه ما يلي: «لقد واجه معظمنا العذاب من جراء التجارب المريرة التي تلقيناها على أيدي مديرين يعصفون بمستقبلنا الوظيفي ثم يلوذون بالفرار، مثل الأشخاص الذين يدمرون كل شيء أمامهم ثم يهربون».
تسجيل الدخول لعرض مزيد من المحتوى أنشئ حسابك المجاني أو سجل الدخول للاستمرار في البحث
هناك مجموعة من الصفات تؤكد لك صدق حدسك بأنك تعمل مع مدير متسلط وهذه الصفات هي:
إذا كنت لا تستطيع أن تطبق السابق فحاول أن تتجنب التعامل معه كلما أمكنك ذلك، حاول أيضا أن لا تلتقيان كثيرا في ممرات الشركة، يمكنك تجنب الأماكن التي يمر بها، وفي حالة كنت في حاجة للدخول إليه، اختار وقت مناسب وحدد أسئلتك في نقاط محددة.
ثالثا: أن يستطيع الإنسان أن يطور نفسه من خلال وظيفته, فهذه الثلاثة هي التي يجب على الموظف أن ينظر من خلالها إلى هدفه من الوظيفة.
استثمار أم تكاليف زائدة؟ هل تخيلت يومًا أن خلق بيئة عمل إيجابية يمكن أن يكون استثمارًا مربحًا وليس مجرد تكلفة إضافية؟ في عالم الأعمال حيث… ٢
يفضل التعرف على المحفزات التي تثير غضب المدير المتسلط قبل الوقوع فريسة لهذه المحفزات، فالعلم بالشيء أهم من تجربته في الكثير من الأوقات. المواجهة أو التحدي